• ×

04:01 صباحًا , الإثنين 20 مايو 2024

الإرساب النهري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الإرساب النهري:
يلقي النهر برواسبه حينما يقل حجم مياهه أو حينما تتناقص سرعته.
ويقل حجم المياه في النهر في الحالات الآتية:
1- حينما يعبر النهر إقليما جافا فتتعرض مياهه للتبخر الشديد. ويعظم التبخر إذا اتسم الإقليم بالحرارة الشديدة إلى جانب الجفاف الشديد.
2- إذا شق النهر طريقه أو جزء منه خلال منطقة تتركب من صخور مسامية كالصخر الرملي أو الحجر الجيري، فيتسرب قسم من مياهه خلال مسامها ويضيع.
3- حينما يحل فصل الجفاف، فلا تسقط في منابع النهر أو في حوضه أمطار تغذيه بالمياه.
وتتناقص سرعة النهر في الحالات الآتية "شكل 50":
1- حينما يمر في بحيرة متسعة، فتتوزع مياهه فيها وتضمحل سرعة تياره.
2- حينما يدخل إلى بحر.
3- إذا دخل إلى سهل فسيح أو هين الانحدار.
ويلقي النهر بحمولته من المواد الغليظة كالحصى في أول مرحلة من مراحل الإرساب ويكون إرسابها في مجرى النهر نفسه أو على جوانبه. ولا يقتصر إرساب هذه المواد الغليظة على جهة معينة من وادي النهر دون الأخرى. لكن معظمها يتم إرسابه في العادة في المجرى الأعلى من النهر. وفي مرحلة أخرى من مراحل الإرساب يلقي النهر بحمولته من المواد الدقيقة ثم الأدق، وينشرها فوق أرض الوادى في الفترات التي تفيض فيها المياه، فتتكون بذلك طبقة من الغرين، تكون أعظم سمكا في المناطق التي تمتد على جانبي المجرى. وهى في هذه المناطق تبدو على شكل جسور طبيعية.
شكل "50": حالات "أسباب" تناقص سرعة النهر
الأودية النهرية
لكل نهر "دورة حياة" مثله في ذلك مثل الحيوان أو النبات "شكل 51". ففي البداية حينما يكون النهر يافعا في مرحلة الشباب فإنه يتدفق بسرعة في وادٍ ضيق عميق شديد انحدار الجوانب شكله في هيئة حرف V، وتعترض قاعه الحفر الوعائية والجنادل والشلالات. وبمرور الزمن تعمل التعرية النهرية على توسيع الوادي وتعميق قاعه. كما يقل انحدار النهر فتتناقص سرعة تياره. وتظهر المنعطفات في مجراه ويزداد وضوحها. ويكون النهر حينئذ قد وصل إلى مرحلة النضج.
"شكل 51": دورة حياة النهر وحوضه
وتستمر التعرية في عملها فيتسع الوادي اتساعا عظيما، ويقل الانحدار كثيرا فتنشط عمليات الإرساب. ويلقي النهر بطبقات من الرواسب ويبسطها فوق أرض الوادي كله. فينشأ عن ذلك سهل فسيح هين الانحدار يعرف بالسهل الفيضي. ويترنح النهر في جريانه بطيئا خلال منعطفات كبيرة. وقد ينفصل ويتفرع إلى عدة مجارٍ تجري في سهله الفيضي متجهه نحو المصب. ويصبح النهر حينئذ في مرحلة شيخوخة "شكل 53". وينشئ الإرساب النهري في منطقة المصب أحيانا قطعة من الأرض مثلثة الشكل تعرف بالدلتا.
"شكل 52": المنعطفات النهرية
وتتمثل كل هذه المراحل الثلاث في كثير من الأودية النهرية كنهر النيل ونهر السند ونهر إيراوادي "في بورما". فالجزء من المجرى الذي يقع في المناطق الجبلية ويسمي بالسيل أو بالمجرى الأعلى يمثل مرحلة الشباب، والجزء الأوسط من النهر الذي يعرف بالوادي يمثل مرحلة النضج، بينما تتمثل في الجزء الأدنى من النهر ويعرف بالسهل كل مظاهر مرحلة الشيخوخة. ولا يشترط بالضرورة أن تتمثل كل هذه المراحل الثلاث في كل الأنهار. فكثيرا ما تظهر فيها مرحلة واحدة أو مرحلتان فقط، ومنها الأنهار الجبلية التي تجري من المنابع صوب البحر مباشرة.
ويزداد عمق الوادي النهري بواسطة النحت الرأسي، ويزداد اتساعه "شكل 53": وادي النهر في مرحلة الشيخوخة
بواسطة النحت الجانبي "انظر الأشكال أ، ب، ج، د، 54" والنحت الرأسي عملية يقوم بها النهر وحده. أما النحت الجانبي فعملية يشترك فيها عاملان: النهر ذاته ويقوم بنحت جوانب المجرى، والتجوية وتعمل على على تفتيت صخور جوانب الوادي. وحينما يكون انحدار النهر شديدا أي حينما يكون النهر في مرحلة الشباب "السيل"، يكون النحت الرأسي هو السائد. وعندما يكون انحدار النهر هينا أي حينما يكون في مرحلة النضج "الوادي" يشيع النحت الجانبي. وحينما يكون انحدار النهر هينا جدا أي عندما يكون النهر في مرحلة الشيخوخة "السهل" يقل النحت ويعظم الإرساب "انظر الأشكال الخاصة بوادي النهر في مختلف مراحله أ، ب، ج، د، 54".
الظاهرات المثالية لوادي النهر في مرحلة الشباب:
عرفت أن النهر في هذه المرحلة يكون شديد البأس، وأن النحت الرأسي يكون عظيما. ونتيجة لهذا وذاك تنشأ ظاهرات تميز الوادي في هذه المرحلة وهي الظاهرات التي نجدها في السيل أو المجرى الأعلى للنهر، نجملها فيما يلي:
1- الخوانق.
2- الحفر الوعائية.
3- منعطفات الشباب.
4- الجنادل.
5- الشلالات.
"شكل 54": توسيع الوادي بالنحت الجانبي
1- الخوانق:
يطلق اسم خانق على مجرى نهر أو جزء منه يتميز بأنه شديد انحدار الجوانب وعميق بالنسبة لاتساعه "شكل 55". ويوجد الخانق النهري حيث يتغلب النحت الرأسي على النحت الجانبي. ومعظم المجاري العليا أو السيول الجبلية هي بمثابة خوانق خصوصا حينما تجري على امتداد نطاق ضعف صخري أصابه التكسر، ومثل هذه الخوانق نجدها بكثرة في المناطق الجبلية ومنها مرتفعات الألب.
"شكل 55": الخانق العظيم لنهر كلورادو بولاية أريزونا "الولايات المتحدة الأمريكية".
وينشأ الخانق عادة في الصخور الصلبة، حيث تبقى جوانبه قائمة شديدة الانحدار دون أن تنهار. أو ينشأ حيث تقل الأمطار، فيقل فعل عوامل التجوية في جوانبه ومن ثم تتراجع ببطء. ومن الخوانق الشهيرة نذكر: خانق الآري في سويسرا، خانق نهر السند في ولاية كشمير، وخانق براهما بوترا في شرق جبال الهيمالايا. ويبلغ عمق كل من الخانقين الأخيرين نحو 5 كم. وخانق الكولورادو العظيم بأمريكا الشمالية الذي يبلغ طوله زهاء 500 كم وعمقه نحو 1.9 كم. والخوانق التي توجد في أعالي النيل الأزرق بهضبة الحبشة.
2- الحفر الوعائية:
وهي عبارة عن منخفضات مستديرة الشكل توجد في قاع النهر. وتنشأ من تحرك الكتل الصخرية على القاع حركة دائرية متأثرة بقوة الدوامات المائية التى يكونها تيار النهر. وتؤدي هذه الحركة الدائرية إلى تآكل قاع النهر وإلى تكوين فجوات فيه هي التي تعرف بالحفر الوعائية "شكل 56".

"شكل 56": الحفر الوعائية
3- منعطفات الشباب:
وهذه تتكون أيضا في مرحلة الشباب حينما يكون النحت الرأسي على أشده ودائبا في تعميق الوادي. ويتفادى النهر في جريانه العقبات الصخرية الصلبة التي تصادفه، فيتثنى ويتلوى من حولها منشئا لتلك المنعطفات "شكل 57".. ويشتد النحت في الضفاف المقعرة لتلك المنعطفات مكونا لجروف شديدة الانحدار، بينما يقل النحت أو ينعدم على الضفاف المحدبة المقابلة فيترك سفوحا هينة الانحدار.
"شكل 57": منعطفات نهرية، وبحيرات مقتطعة 4- الجنادل:
وتنشأ نتيجة اختلاف في طبيعة الصخور التي يتركب منها قاع المجرى النهري. فالصخور الصلبة تقاوم عملية النحت بينما تتآكل الصخور اللينة، ومن ثم تبقى الصخور الصلبة ناتئة بارزة تعترض سير المياه. ومثلها الجنادل الستة التي تعترض مجرى النيل بين الخرطوم وأسوان. "انظر
"شكل 58": الجنادل الستة في مجرى نهر النيل الخريطة شكل 58" فقد نحت نهر النيل مجراه رأسيا في الحجر الرملي النوبي إلى أن وصل في بعض المواضع إلى الصخور النارية القديمة التي تقع أسفله. وقد قاومت تلك الصخور النارية عملية النحت النهري، فظهرت بارزة من القاع منشئة لجزر صخرية صغيرة تقسم مجرى النيل عندها إلى أكثر من مجرى.
5- الشلالات أو المساقط المائية:
تنشأ المساقط المائية للأسباب الآتية:
أ- عندما ينحدر مجرى النهر من جهة مرتفعة إلى أخرى منخفضة كأن ينحدر من هضبة تشرف على السهول من حولها بحافات حادة واضحة المعالم، ومثلها الهضبة الأفريقية. فنهر الكنغو ينحدر من حافتها من علو 360م في سلسلة متتابعة من المساقط المائية عددها 32 مسقطا تعرف في مجموعها بشلالات ليفنجستون، وينحدر نهر الأورانج هو الآخر من فوق الهضبة من علو 140م عبر سلسلة من الشلالات تعرف باسم أوجرابي.
"شكل 59": قسم من شلالات فيكتوريا على نهر زمبيزي "قارة أفريقيا"
ب- إذا اعترضت طبقة صخرية صلبة مقاومة للتعرية مجرى النهر، وكانت الطبقات الصخرية التي تقع أسفلها وحولها رخوة وأقل مقاومة للتعرية حينئذ يتكون الشلال نظرا لأن مياه النهر تنحت في الطبقات اللينة أكثر مما تنحت في الطبقات الصلبة، فينشأ عن ذلك اختلاف في منسوب المجرى، فتسقط المياه من مستوى مرتفع وهو مستوى الطبقة الصلبة إلى مستوى منخفض وهو مستوى الطبقة اللينة المتآكلة. ويعمل احتكاك المياه الساقطة
"شكل 60": شلالات نياجارا
بقاعدة الشلال على نحت الصخور اللينة السفلى، بينما تبقى الطبقة الصخرية بارزة معلقة فوقها، ثم لا تلبث أن تسقط نتيجة لثقلها وضغط المياه عليها. وتتكرر عملية النحت السفلي وسقوط أجزاء من الطبقة الصلبة باستمرار، ولذا نجد أن الشلالات تتراجع دائما نحو المنبع تاركة وراءها خانقا. وتعد شلالات نياجارا التي تقع في مجرى نهر السنت لورانس بين بحيرتي إيري وأونتاريو بأمريكا الشمالية مثلا واضحا لهذه الظروف.
ويوضح لك الشكل رقم "61أ" اعتراض طبقة صخرية صلبة لمجرى النهر، والشكل رقم "61ب" مجرى النهر بعد أن نحتت المياه الطبقات اللينة فاختلف المنسوب وتكون المسقط المائي. وفي الشكل رقم "62" ترى الطبقة الصلبة في أوضاع مختلفة، فهي قد تكون أفقية "جـ" وقد تكون مائلة تجاه المنبع "ب" وقد تكون رأسية "أ". وفي جميع الحالات يتكون المسقط المائي نتيجة لسرعة تآكل الطبقات اللينة.
"شكل 62": طريقة تكوين الشلال نتيجة لاعتراض طبقة صخرية صلبة في وضع قائم "أ"، أو في وضع مائل تجاه المنبع "ب"، أو في وضع أفقي "ج" والشكل رقم "63" يوضح لك مراحل تراجع الشلال نحو المنبع إلى أن ينتهي إلى خوانق ومندفعات.
"شكل 63": مراحل تراجع الشلال نحو المنبع إلى أن ينتهي إلى خوانق ومندفعات.

بواسطة : essaher
 0  0  2.6K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:01 صباحًا الإثنين 20 مايو 2024.