• ×

09:51 صباحًا , الإثنين 20 مايو 2024

المسألة الرابعة والأربعون (القدرية والمشركون)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
المسألة الرابعة والأربعون
(القدرية والمشركون)
إن المشركين قد احتجوا بالقدر اتباعا لإبليس قالوا : (لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا)
فيا أيها العبد:
1) إن المحتجين بالقدر سائرون على طريقة المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين)فقد احتجوا على شركهم وتحريمهم ما أحل الله بالقضاء والقدر وجعلوا مشيئة الله الشاملة لكل شيء من الخير والشر حجة لهم في دفع اللوم عنهم ولم يزل هذا دأبهم حتى أهلكهم الله وأذاقهم بأسه ونقمته, فاحذر أيها المسلم أن تفعل المعصية وتحتج بالقدر عليها فإنك إن فعلت ذلك فقد شابهت المشركين في ذلك.
2) إن المشركين والمحتجين بالقدر على الذنوب جعلوا كل ما شاءه الله وقدره من الخير والشر جعلوه مما يحبه الله ويرضاه,ولم يفرقوا بين ما شاءه كونا ولم يرضه ولا يحبه وهي الكفر والمعاصي كما قال تعالى إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم)وبين ما يحبه الله ويرضاه وهو الطاعات ,فلم يفرقوا بين الإرادتين الكونية والشرعية فوقعوا في الضلال فانتبه أيها المسلم لنفسك حتى لا تقع في هذا الخلط وقم بما أمرك الله به وانته عما نهاك الله عنه.
3) أن كل ما يقع من الطاعات والمعاصي والكفر فهو مقدر من الله عز وجل ولا يقع ذلك إلا بمشيئة الله سبحانه وكذلك الجزاء عليها فهو مقدر من الله جل وعلا فمن قال إنني أفعل الذنب بقدر الله قلنا له وتعاقب في الدنيا بالحد أو في الآخرة بالعذاب إن عذبك الله فذلك بقدر الله فاترك الذنوب ,ولكن اجتهد في عمل الحسنات وذلك بقدر الله لتجازى عليها بالإحسان بقدر الله,وانظر إلى فقه عمرففي صحيح البخاري
عن عبد الله بن عباس
: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشأم حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم . قال ابن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه . قال أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال إن عندي في هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) . قال فحمد الله عمر ثم انصرف
4) فيا أيها المسلم فر من قدر الله من الذنوب والمعاصي ليكن فرارك إلى قدر الله بفعل الطاعات إن أردت لنفسك النجاة وقد قال تعالىهل جزاء الإحسان إلا الإحسان) فأحسن ليحسن إليك ولا تكن سيئا فتجازى بالسيئة.






بواسطة : essaher
 0  0  393
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:51 صباحًا الإثنين 20 مايو 2024.