• ×

06:34 مساءً , الثلاثاء 14 مايو 2024

تمهيد

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
(مناسك الحج والعمرة)

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..........
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [سورة آل عمران: 102]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [سورة الأحزاب:70،71]

أما بعد....
فإن أصدق الحديث كتاب الله ـ تعالى ـ وخير الهدي هدي محمد  وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.




اعلموا أيها الأحبة أن لله مواسم ونفحات يصيب بها من يشاء من عباده، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات، وتعرض لنفحات رب الأرض والسماوات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات؛ فيسعد بعدها سعادة لا يشقى بعدها أبداً.
ومن هذه الأيام المباركات: العشر من ذي الحجة وهي أفضل أيام الدنيا، وقد شرع الله فيها حج بيته الحرام.
فالحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو من أفضل الطاعات وأجلِّ القربات التي ترضي رب الأرض والسماوات، وهو عبادة العُمر، وختام الأمر، وتمام الإسلام، وكمال الدين. قال تعالى:
{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } [آل عمران: 97]، {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [البقرة: 196]
فاشتاقت النفوس لرؤية بيت الله الحرام.
أحبتي في الله... إن الكعبة هي بيت الله المقدس وحرمه المعظم، بُني بأمره ورعاه بعينه، ودل على مكانه ملكان كريمان جبريل وميكائيل، وقام ببنائه نبيان عظيمان إبراهيم وإسماعيل- عليهما السلام-
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [البقرة:127]
فلما تم بناؤه وقامت أركانه؛ جُعل الحج إليه فريضة والذهاب إليه شعيرة، والطواف حوله واجب، والوقوف بجبله لازم، والنظر إليه عبادة، وتقبيل حجرِه سنة، والصلاة عنده مطلوبة.
وهو أول بيت أعدَّه الله لعبادته، وطهَّره للطائفين والعاكفين من أهل محبته، وأوجب عليهم الإتيان إليه، سواء من قريب أو بعيد، أو من كل فج عميق.
فلا يدخلونه إلا متواضعين متخشعين متذللين، كاشفي رءوسهم، متجردين من لباس أهل الدنيا.

فهيا لنعيش سوياً ومعاً رحلة الحج، وما أروعها من رحلة، وما أعظمها من منظر، رحلة ينتقل فيها العبد ببدنه وقلبه إلى البلد الأمين؛ لمناجاة رب العالمين.
- وعندما نتكلم عن الحج نتذكر جميعاً أطهر نفس أحرمت، وأزكى روح هتفت، وأفضل قدم طافت وسعت، وأعذب شفة نطقت وكبَّرت وهلَّلت، وأشرف يد رمت واستلمت.
هنا تترآى لنا تلك الروعة حيث ينقل خطاه في المشاعر يهتف مع الملأ الطاهر مرددين:
" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك "
فهيا معاً لنعيش رحلة الحج والعمرة

بواسطة : essaher
 0  0  300
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 06:34 مساءً الثلاثاء 14 مايو 2024.