• ×

06:15 مساءً , الثلاثاء 14 مايو 2024

النازلة السابعة : المبيت بعرفه ليلة عرفة.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
النازلة السابعة : المبيت بعرفه ليلة عرفة.
فأولاً قبل أن نبحث هذه المسألة من المشهور والمعروف والمتفق عليه بين من نقل صفة حجة النبي _صلى الله عليه وسلم _ أن النبي _صلى الله علية وسلم _ بات ليلة التاسع بمنى . فإن النبي_صلى الله عليه وسلم _ قدم إلى منى من مكة يوم التروية يوم الثامن وبات تلك الليلة بمنى ولم يخرج من منى إلى عرفات إلى بعد أن طلعت الشمس يوم عرفة فهذا هو هدي النبي_صلى الله علية وسلم_ ولهذا فإن جماهير أهل العلم على أن المبيت ليلة التاسع أن السنة فيه أن يبيته الإنسان بمنى . لكن في هذه الأزمنه أنتم تعرفون أن الحجاج يصل عددهم أحيانا إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين والحملات أحياناً تكون عبارة عن سلسلة من السيارات الكبيرة والأوتوبيسات حتى أن بعض الحملات ربما يصل عددها إلى ثلاثين أو أربعين باصا فأصبح هؤلاء الحجاج والقائمون على العناية بأمورهم وترتيب أحوالهم إذا طبقوا هذه السنة وهي المبيت ليلة التاسع بمنى والانصراف أو الدفع من منى إلى عرفات بعد طلوع الشمس من يوم عرفة يجدون مشقة وعسراً شديداً وربما بعض الحملات وقد مررت بشيء من ذلك ربما ما يصلون إلى عرفات إلا بحدود الساعة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة ظهراً أو بعد الظهر فما يصل الحجاج إلى عرفات إلى وهم في حاله لا تخفى على أمثالكم من التعب والإجهاد والمشقة ثم يصل إلى عرفات فا إذا جاء وقت الدعاء والتضرع الذي هو أعظم المواقف التي يقول فيها النبي _صلى الله عله وسلم_"خير الدعاء دعاء يوم عرفة "إذا جاء هذا الوقت وإذا بهذا الحاج في قمة الإنهاك والتعب والمشقة وإذا هو يبحث عن الراحة ولو انه جاهد نفسه ودعاء فإنه لا يكون في حالة من الإقبال على الله سبحانه وتعالى واستحضار التضرع والخشوع والإنابة إلى الله عز وجل والطمع فيما عنده فمن أجل ذلك بدأت بعض الحملات يسألون عن مسألة لو أننا في اليوم الثامن انصرفنا عصراً أو بعد العشاء إلى عرفات وبتنا فيها هل في ذلك حرج؟ فا أقول لا أعلم أحدا من أهل العلم قال إن المبيت بمنى ليلة التاسع واجب ,فهم يقولون إن المبيت بمنى ليلة التاسع سنه وبالتالي فإن الذين يتركون هذا المبيت يتركون سنه بحمد الله تعالى على أن بعض الناس يقول إنا ذهبنا نطلب الخير ونطلب ما عند الله سبحانه وتعالى ونقتفي آثار محمد _صلى الله عليه وسلم _ فا أقول وأنت على خير ولكن إذا تعارضت سنة مع مجموعة من السنن فلا شك أن الإتيان بمجموعة من السنن أولى من الإتيان بسنة واحدة وإذا تعارضت سنتان إحداهما آكد من الأُخرى فإن ترجيح السنة الآكد من الفقه فإذا كان الحاج إذا أتى ليلة عرفه وبات فيها ثم قام الصبح وإذا هو بكامل الراحة وحضور القلب والإقبال على الله سبحانه وتعالى فإنه إذا جاء وقت الدعاء الذي هو من أعظم المواقف فإن من أعظم المواقف هو موقف عرفة ولهذا ما رُئي الشيطان أذل ولا أحقر منه في يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة من الله سبحانه وتعالى والتجاوز عن الذنوب العظام . فإن استغلال مثل هذه الساعات في حالة يكون الإنسان فيها في قمة النشاط والحيويةً والإقبال على الله سبحانه وتعالى لا شك أنها من أعظم وأكد سنن الحج ولهذا الذي يظهر لي والعلم عند الله سبحانه وتعالى أنه إذا تعارض الأمران فإن الأولى للإنسان أن يترك المبيت بمنى ليلة التاسع من أجل أن يحصل الإقبال والدعاء والتضرع والإخبات إلى الله سبحانه وتعالى في يوم عرفه وإذا كان الإنسان مثلاً يحج بسيارته ويمكنه أن يجمع الأمرين جميعاً فلاشك أن هذا نور على نور وخير الهدي هدي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ كما لا يخفى على أحد لكن من ذهب وأخذ بما ذكرناه فإنه لاشك أنه لا يحرج عليه بأنه أنما ترك سنة وقد يكون هذا أفضل له وهو الفقه بالنسبة له إذا كان سيحصل شيئا أعظم مما تركه . هذه هي النازلة السابعة من نوازل الحج .

بواسطة : essaher
 0  0  854
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 06:15 مساءً الثلاثاء 14 مايو 2024.