• ×

01:03 صباحًا , الأربعاء 15 مايو 2024

النازلة الثانية عشرة : رمي حمرة العقبة من الجهة الشمالية .

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
النازلة الثانية عشرة : رمي حمرة العقبة من الجهة الشمالية .
جمرة العقبة أيها الأخوة كانت إلى عهد قريب قبل مايقرب من نحو أربعين سنة كانت على هيئتها حينما رماها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت في عرض جبل كان في موضع العقبة هذا جبل صغير وكانت العقبة في عرض الجبل فكان الناس لا يستطيعون رميها إلا من جهة الوادي بحيث أن الجمرة والجبل يكونان أمام الذي يرمي فيأتي الإنسان من الجهة الجنوبية ويستقبل الشمال يستقبل الجمرة تكون مكة عن يساره ومنى عن يمينه والجمرة تلقاء وجهه جهة الشمال والجنوب خلفه فكان يرميها وهذا هو المكان الذي رماها منه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه رماها من بطن الوادي استقبلها وجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه ورماها ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما تزايدت أعداد الحجاج في السنوات الأخيرة زيادة هائلة تطلب الأمر تعديل وتحسين منطقة العقبة فأزيل هذا الجبل وأبقيت هذه الجمرة بمفردها في مكانها بعد أن أزيل الجبل الذي في جهتها الشمالية فأصبحت هذه الجمرة في هذا الزمن مثل بقيت الجمرات مثل الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى.في السابق لما كانت العقبة موجودة ولما كان الجبل موجودا ما كان أحد يستطيع أن يرمي هذه الجمرة من الجهة الشمالية لوجود الجبل .أما وقد أزيل هذا الجبل وبرزت الجمرة من جميع الجوانب فقد وجدت هذه المسألة وهي " حكم رمي جمرة العقبة من الجهة الشمالية" التي كانت هي جهة الجبل .
فما حكم أن يأتي الإنسان إلى الجمرة من خلفها يعني من الجهة الشمالية . ولو أنكم دققتم أو تذكرتم حال الجمرة الآن لوجدتم أنها تأخذ شكل نصف دائرة النصف المقوس هذا هو جهة الوادي الذي رماها منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجهة المقطوعة المستقيمة هذه هي جهة الجبل فما حكم أن يأتي الإنسان من خلف الجمرة ويرميها ؟ هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم وربما أنكم تذكرون أنها كانت بهذا الشكل ثم في يوم من الأيام جعل عليها دائرة كاملة وحوض ثم بعد ذلك أزيل هذا الحوض مرة أخرى وجعل على شكل نصف دائرة وهذا كله يدل على أن المسألة كانت محل خلاف بين أهل العلم في هذا الزمن فمنهم من يرى جواز رميها من جميع الجهات ومنهم من يرى أنه لا يجوز إلا أن ترمى من الجهة التي كانت ترمى منها على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي جهة الوادي . هذا هو مجمل هذه المسألة . فالذين يمنعون حجتهم هي أن جهة الجبل ليس جهة رمي على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم ترم منها وبالتالي فإنه لا يصح أن ترمى من هذه الجهة التي لم تكن ترمى منها على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا ليس بمرمى وإنما المرمى الجهات الأخرى التي كانت ترمى منها على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذين يقولون بجواز رميها من جميع الجهات يقولون إن هذا المرمى وهذه الجمرة كان الجبل هو الذي يحول دون رميها من الجهة الشمالية أما وقد أزيل فقد ظهر المرمى من جميع الجهات وبالتالي فإنه ليس هناك ما يمنع شرعا من رميها وقد روي أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ " رمى الجمرة من أعلى الجبل " ولو أنكم رأيتم بعض الصور لجمرة العقبة قديما قبل أن تزال عنها هذه العقبة لوجدتم أن الجمرة كما قلت لكم قبل قليل في عرض الجبل فكان الناس يرمونها من بطن الوادي .و يروى أن عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ رماها من فوق الجبل يعني رمى الجمرة من أعلاها وهذا يدل على أن الجهة ليست مقصودة إنما المقصود هو رمي هذا المكان فحيث كان الجبل يحول دون رميه من هذه الجهة لم تكن ترمى أما وقد أزيل هذا الجبل وبرز هذا المكان فإنه يرمى من أي جهة بدليل أن الجمرة كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرميها من جهة ومع ذلك الناس يرمونها من قبل مرمى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن بعده ومن جميع الجهات البارزة وهذا عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ رماها من مرمى لم يرمها منه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أنه رماها من فوق الجبل ولهذا الذي أرى رجحانه والله سبحانه وتعالى أعلم هو أنه يجوز رمي جمرة العقبة من جميع النواحي . جهة الوادي التي كانت ترمى منها والجهة الشمالية التي أزيل منها الجبل .

بواسطة : essaher
 0  0  367
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:03 صباحًا الأربعاء 15 مايو 2024.